وها قد نضجت محاصيل الخيانة وأتى زمان جني المآسي وذل وتعاسة
شخصيا أشك في اعتبار الإنسان الأعقل والأذكى بين المخلوقات، وإليكم ما يبرر شكوكي بصيحة غاضبة ناقمة ساخطة في وجه كل آدمي يسمع ويبصر على هذا الكوكب
وكي لا تضيقنا جعل بعضها غذى الآخر، وجعل بني آدم على قيمة الهرم في سائر المنافع، كذالك مملكة النبات لا تقل غناء وتنوع، بث في الأرض معادن ذات طاقة عظيمة وخصائص متنوعة توج هذا بعقل قادر يفك ويحل ويفكك شفرة الخلية والذرة والمجرات والكواكب، ويعين آدم وذريته خلافا الله في الأرض ومنحهم تفويض كامل ليحيوا حياتهم في دنياهم كما يحلو لهم على أن يكون مصيرهم ولباسهم في العالم الآخر ما نسجوه غرزا غرزا وعقدة عقدة بنشاطهم في حياتهم .
منح الله لآدم وذريته فردا مدة أعمارهم كمهلة لانتقاء ما يليق بهم في حياتهم وما يصلح لبناء المستقبل في العالم الأخر الأبدي، وبنا على اجتهاد شخص الفرد وإخلاصه في استغلال طاقات برمجته وانتقاء صائب ، يمكنه من الرجوع الى حضن الله وعفوه ، وكل شخص مسئول على نفسه وعليه أن لا يشكل مصدر ضرر وعرقلة لغيره، وإلا ضاع عليه حقه كما ضيع حق غيره وهذا ملزم به كل إنسان بالغ يستطيع بعقله تمييز بين الجمرة المتقدة وقطعة الخبز.
ومنح الله لبني آدم ألاف السنين من أعمار الأجيال المتعقبة لإكمال المشوار، ذاك المشوار الذي قد يشترط رجوع الآدميين وهم أحياء إلى مقدم جدهم الأول إن هم خلصوا ونصحوا سوف يجيدوا خريطة في أدمغتهم وطريق سالكة للتنقل بين الكواكب والمجرات.
ولتسهيل مهمة آدم وذريته استنسخ الله لهم جميع قصاصة الأحجية وقطاعها في ثلاثة مراجع. العقل البشري، طبيعة من حولهم، الكتاب المقدس، كل قطع الأحجية مدمجات في ما تصح تسمياته بثالوث المقدس، العقل، العلم. الدين، قاطع الأحجية زرعت هناك كي تجيب عن سؤال مخصوص لها إذا طرحنه على أنفسنا أثناء استفسارنا عن سر معين، ثلاث نسخ لتوضيح شيء الواحد في ثلاثة حقول مختلفة ، حتى إذا كانت الصورة ضبابية في حقل ، تجدها في حقل أخر واضحة المعالم لمن يهتم بأمره الشخصي في الحياة وفي الآخرة .
هذا التحضير المدروس والتمويل المترف المقدم لآدم وذريته جعل مهمة البعثة في منفاها لعبة مسلية مشوقة لا يفارقها أحد إلا وهو مكره ، وتشبثنا بالحياة يثبت ذلك ، ومن تلقى كل هذا الداعم في ذاته ومحيطه بقليل من النخوة ،الفشل في اللعبة مستهجن يلام عليه المتخاذل، وبقليل من الشرف تخريب اللعبة مدان بلا تردد ، قد يغفر للإنسان فشله في شيء معين ، لكن تخريب الشيء وأدواته عن علم جرم كبير لا يغفر، ما ذنب المستقبل وأهله لتقويض حظوظهم.
لو أن جهة ماء جهزت بعثة بتمويل كافي والمعدات الازمة لبناء مشروع ما ويقوم أعضاء البعثة بتدمير المواد الخام، وتبذير المخصصات المالية وإتلاف المعدات مثلما نفعل نحن الأن، ضع نفسك في موقع المسئول المبشر في تلك الجهة الممولة للبعثة ، ما تقييمك وردة فعلك المتوقعة حيال بعثتك التي تنعم بتمويلك المترف وتمعن في تخريب ممتلكاتك وتفويت الفرصة على من يأتي بعدها.
استقر آدم وأسرته تنسلوا كبروا صبيان وصبايا وجاء وقت لتحضير الجيل الثالث بتزويج الإخوة ، تقرر تزويج الصغيرة بالكبير والكبيرة بالصغير، وسوس شيطان لأحدهم، أختك توأم جميلة تذعه يخذها وتأخذ أنت أخته الأقل جمالا استنكر القسمة، وقتل أخوه لتبدأ الدروس ،القتل يعني يأبني أدم خذو حذركم ،الشيطان ملازمكم، طريقة المدبرة في الزواج الغرض منها تنويع الجينات وقد ضل مجهول الي غاية القرن الماضي ألاف سنين من تأخرنا.
لنكتشف إن الجينات تشبه الحروف الأبجدية فلو أخذنا الحروف المستخدمة في كتابة أسم مدن مثل روما، وأرام، وهذا يمثل زواج الأقارب. لننتج منها جمل مفيدة تعني أطفال أصحا وهي قليلة والجمل شاذة تعني أطفال مشوهين وهم كثر،عكس الحروف المستخدمة في مدن مثل بروكسل وأثينا أحروفها مختلفة تعطي جمل مفيدة أكثر يعني أطفال أصحا أكثر والمشوهين أقل.
حكاية الغراب كانت الغاية منها إرشادهم لتعلم من الطبيعة والغرض في نفوس الخبثاء ،ما أن اكتشفنا ما تحتويه الطبيعة من المعلومات حتى قمنا بهجوم مدمر وحاقد عليها، بغية تدمير المعلومات، يقال الخنازير تكره الماء النظيف لأنه يعكس وجهاها البشع، وكذلك الأشرار يخافوا الطبيعة أن تكشف خبثهم فهي تزخر بنماذج طفيلية تفعل أفعل في غيرها بتقنيات شريرة.
مرت قرون على بني آدم وتكاثروا ونسوا ما وعدوا به نمت حضارات منحرفة فبعث الله الرسل لتذكير الناس، بعثهم من أضعف الخلق حتى يكون الإيمان بهم عن قناعة لا بالغصب ، بمقدور الله أن يبعث الرسل من الفراعنة أو الفرس أو الرومان ليفرضوا دين بالقوة لكنه اختار اليهود لضعفهم ،وما أن خرج بهم موسى من مصر وذهب لملقات ربه ذوبوا ما سرقوه من الفراعنة من ذهب وصنعوا العجل ليعبدوه بذل الله.
وكان جزآهم الضياع في صحراء لمدة ربعين سنة ، خصوا أنفسهم بالدين ولم يبدوه لغيرهم قالوا لا تخبروا الناس بدينكم كي لا يخذوه عليكم حجة نتيجة لانحرافكم، قالوا لن يعذبنا الله بما نفعل بغيرنا قال لهم الله عودوا إلى رشدكم واستقيموا فقالوا سمعنا وعصينا، بعث الله رسله بالجملة نكلوا بالرسل عذبوا وقتلوا، خرج الدين للعامة فتبنوه ،شعر اليهود بخروج الأمر من أيديهم قاموا بتشويه الدين ما أمكنهم بحشوه بما ليس فيه بغية أفساده على الناس.
قال الله فلما طغوا وعتو، أي اتخذوا قرارهم وفضلوا تلقي الدروس من شياطينهم بدل من الله ورسوله ، بلغوا نقطة لا عودة فالعنهم الله بلعنة، ثبتت مؤشر عقولهم وقلوبهم على ما توحي به الشياطين إليهم من المكر السيئ ،وتركهم يستمدوا قوتهم الروحي والمعنوي من شياطينهم، وقصاص ما فعلوه وفعل بهم كثيرة في الكتاب المقدس بفصوله الثلاث، كلفهم ذلك سبعين سنة من السبي البابلي والخزي والعار لابسهم إلى يوم القيامة، حررهم الفرس من السبي البابلي فتفرقوا في مختف بلاد العالم ، لينصبوا أفخاخهم ويمتصوا دماء الشعوب.
(يتبع)
موحى أوكوحان، أخوكم في الإنسانية
التعليقات
تعليق من فيس بوك